سودابوست-التدوينة السودانية-ماهي الشنينة أم قرينات
سلسلة الاسطورة في أدبنا الشعبي السوداني
د. سلوى عبد المجيد أحمد المشلي
٦/ الشنينة ام قرينات
الاسطورة (Myth),(legend),(Fable) قصص تقليدية قديمة بعضها تحتوي عناصر خارقة للطبيعة، و شيء من الحقيقة وبعض ابطالها حقيقيون، وتنتقل شفاهه عبر الاجيال ولكن بعضها دونت فقد دونتها الحضارة السومرية بالخط المسماري.
والاسطورة في اللغة تعني الباطل او اكاذيب ، او جمع
ذو دلالات خاصة على مجموعة من القصص او الروايات.
الاسطورة و الخرافة، الاسطورة قديمة ترتبط بحدث تاريخي محدد و زمان و مكان والخرافة لا زمان ولا مكان لها.
والشخصيات في الاسطورة ذات طاقات محددة يمكن تصورها و لها انماط محددة والخرافة ليس لها انماط محددة.
الاساطير في الادب العالمي منها الاساطير المشهورة مثل اسطورة حصان طروادة، و الالياذة و الاوديسة، و قصص اساطير الف ليلة وليلة، واساطير الأولين وهي الاساطير الدينية وقد كتب عنها ابن كثير في كتابه:”البداية والنهاية”
و الطبري في: “تاريخ الطبري” وغيره.
كنت قد كتبت من قبل عن بعض الاساطير مثل الغول ( نوع من الجن) في قصة فاطنة السمحة، و عن ترب البنية (البعاتي) الذي يرجع ليزور اهله و عن أسطورة ام كلب
و السحارتين ، وحتى أسطورة الإلة بروميثيوس إله النور
و المعرفة في اغنية (مريا).
الشنينة أم قرينات :
عرفت في تويتر ( اللهجة السودانية ):
– “الشنينة أم قرينات نوع من انواع الطيور القبيحة التى لها اذنان مخيفتان تشبه البومة ولها صوت تشن تشن تشن وتاكل دايما نوار الزرع (اضان الزرع) وكانن الحبوبات يتغنن بها للاطفال (شنينة ام قرينات ..البتاكل الاضينات).
– الشنينة أم قرينات هى النملة التى تسمى حركيا (الرتيلة) ولها شعيرات او سمها خصل كانها لها كوافير مخصص للتسريحة اياها ولكنها لها لدغة احر من (الشطة) فى اللسان.
– قال أحدهم ان اسمها (الأفعى القرناء ) الاسم العلمي: (Cerastes Cerastes), وتسمى الطريشة في مصر، وفي ليبيا: أم قرون، تعيش في المناطق الصحراوية الرملية، ومنها السودان، وسامة جداً.”
والرتيلة تسمى( الشحموطة) وهي نملة سوداء قرصتها مؤلمة و تسبب الحساسية خاصة إذا كانت رويانة و تسكن في منطقة رطبة.
– “الشنينة أم قرينات هى (حلة كبيرة) لها إضينات تستخدم خصيصا لصناعة السمن البلدي. .”(نفسه)
الاضينات بقصد بها اذني الحلة و هما حلقتين يحملان بها
– وجدت لها اشكال كثيرة منها شكل (جنية بقرنين مخيفة)
و شكل (وعل بري) بقرنين طويلين.
– يقول محمد ملاح:” الشنان في لغة العرب( جمع) ومفردتها شنانة وهي القُراب التي يحفظ فيها السمن والعسل وخلافه. وقد ورد نفس اللفظ في شعر الطيب ود ضحوية وهو يحادي جمله ( قمري الفروع) في احد اسفاره
يا قمري الفروع غالية العليها غنانا
ونحنا عابين كان الرب يتمه منانا
رسنك حر وغردك جال وكورك نانا
على كميعة النحل الصفت في (شنانا)”.
– في صفحة د. احمد بالتيك توك يعرفها بأنها:” طائر خرافي أو كلب الحر أو ثعبان أو العقرب و يرجح أنها العقرب لأنها لها قرنين، و يقول مثل :” الشنينة البقدو ليها العنقريب” و هو الاسهال المائي الناتج عن مرض الكوليرا الذي يقعد الشخص عن المشي فيخرم له العنقريب ليسهل موضع جلوسه.
– و يضيف ضياء بابكر أن:” اصلا الشنينة : هي قربة مخصصة لحفظ الروب، و لو قلت لي زول شنو شنو…يقول ليك:” الشنينة التشقك”، و في الغالب شرب الروب الحامض دفعة واحدة يشق.
توجد منطقة قبل مدخل حايل بالمملكة العربية السعودية تسمي الشنينة لانها بها جبال تشبه القربة، وكذلك بعض انواع البوم و الثعابين لها قرون تشبه قرني القربة”.
القربة هي جلد ماعز أو ضأن تدبغ بلديا و تمسح بالقطران لتسد أو تقفل المسمات إذ ينقل و يحفظ فيها الماء في البوادي، و لها قرنان يعلقان بها موضع قفل طرفاها بالقد.
في لغتنا العامية إذا أصبت بالحموصة في معدتك تقول:” جاني شقاق” كأنه الحموضة شقت بطنك اي قطعتها النصف.
يتدوال ذكرها كثيرا في الحوار بين الناس و حتى يومنا هذا و إن قل ، فتقول لشخص يسألك عن شي فيقول:” شنو؟ اي ماذا “، و ترد عليه:” الشنينة ام قرينات”.
او تصف انثى بأنها تشبه الشنينة ام قرينات لقبحها إذ يقال ان اسمها تحور من الشِّينة للشنينة، و في الغالب تخوف بها الاطفال ليناموا فتقول له:” تعالي يا الشينية ام قرينات لفلان و اكليه” بصوت ضخم مخيف، فقد عرفت الشنينة ام قرينات في ذهننا الشعبي بأنها شخصية قبيحة لها قرنان تخيف الاطفال.