أقوال الصحف

جلابية توبة ..محمد حامد جمعه نوار

سودابوست - التدوينة السودانية

 

جلابية توبة ..محمد حامد جمعه نوار

 

 

أكره ما أكره (الجلاليب) لا ألبسها إلا مضطرا وحين أضع ثيابي من الظهيرة أو مواعيد النوم . لكني قررت مع هذه الظروف وقد خرجت مثل غيري بملابس قليلة .تدبرت إضافات لها . قررت أن أفصل جلابية . خاصة أن سوق (الترزية) والأقمشة قد إنتعش .وذهبت بالفعل قبل (12) يوم لأحدهم . تشددا في التحذير من ذاك التفصيل البشع أو الالوان المبرقعة ذات النقوش .قلت له جلابية بيضاء مكوية .واسعة الأكمام . جلابية السودانيين التاريخية والمعهودة و(ما تفلسف )

اها شيل خت . وارفع ضراعك وجيب كتفك وعاوز طويلة ممهولة ولا (أنصار سنة) وقضي الأمر وأخذت بعد مواعيد التسليم بعد أسبوع .

 

 

 

 

2

بعد أسبوع ذهبت . السلام عليكم يا معلم ! عليكم السلام . ياخ عندي جلابية . جدا جدا إتفضل (لاحظت أن الرجل هذا المرة إستقباله فاتر) ثم جر (دفتر) وجرى عليه بعينه وقلمه وأنا خلفه أنفاسي تهز متر من مادة بلاستيكية بالكاد تظهر أرقامه يهتز . لاحظت أن أسمي لا يجاوره علامة (صاح) باللون الأحمر فالتفت نحوي وهو يدس القلم تحت أذنه ! قال ببرود لسه ما جات من المعمل ! فتحت مجزوعا (شنو كيف) ! قال بإرتباك ما جات يا ابن العم .تعال لينا يوم الاحد .فقلت بنفاذ صبر مع بعض التحمل ما مشكلة الاحد . الله يحينا

 

 

 

3

اليوم ذهبت . دخلت هذه المرة وانا الفاتر الحماس قابلت ذات الرجل. قلت اليوم مواعيدنا ! لاحظت أنه هذه المرة كان مرتجفا . لم يرد تحيتي وغاص تحت أكوام أقمشة . يقلب لنحو ربع ساعة . سمعته يستفسر عماله عن (الدفتر) فلما أطال وكل دقيقة يطلب مني (ازح) ركبني ذاك الجن . قلت يا معلم املص ليك ! يمكن يكون دفترك لبستو تحت بنطلوني ! فصمت إلى أن عثر عليه ومارسنا معا ذات الطقس مراجعة الأسماء وعلامات القلم الاحمر . التفت نحوي على وجهه إبتسامة محرجة ذات قطرات عرق وقال ما جات من المعمل برضو ! فوجدت نفسي أخذ برقبته . عنقه و(المتر) أشده حتى تحاذى وجهه مع فمي ! رغبت في قضم أنفه ! صحت معمل ! يا زول هو فحص تجهيز عملية ولا كبد ولا مطابقة أنسجة . عشرة يوم انت مفصل جلابية لفيل ! يا زول معمل شنو وإستاك حداشر اتناشر يوم وإندلعت مشاجرة كبيرة وبدقائق لاحظت أن الدكان الضيق قد إحتشد بالجمهور . عزام ملكية ومستنفرين ورجال شرطة وإمام مسجد يؤم الناس في زاوية قريبة . تدخل الاخير وهدأ الموقف واعتذر المعلم بتأكيد قاطع أنه سيسلمني بكرة ! فالتفت نحوي الامام وهو يأمر الترزي بالإعتذار بعد الإلتزام ففعل لكني قلت يا زول ولا يهمك لكن والله ما عاوزة . لو جايبة من مكة خليتها وخرجت وانا أقسم ..ما عاوزة يا زول شيلها عفيتها ليك .

 

 

 

4

ركبت سيارة مرافقي الذي يكره الترزية وجرحرتهم وكان ينتظرني بالخارج غير مبال بالضجة إستقبلني وهو يضحك جرجروك مش ! فقصصت عليه ما حدث فقال كان تطقطقو بس يا زول .فقلت يلا نشوف جلابية جاهزة ولو تكون زي جلابية نادر ريفو ديك !  . السودانيين في حرب وسلم ما بخلو حركات المحركة دي . فسد يومي وساء مزاجي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى