منوعات

حضن المغارب للمحبوسة ..من العادات السودانية

سودابوست - التدوينة السودانية

سودابوست – التدوينة السودانية – حضن المغارب للمحبوسة ،من معتقداتنا وعاداتنا الشعبية السودانية

د. سلوى عبد المجيد أحمد المشلي

 

 

يبدأ الإنسان رحلته في الحياة بالميلاد ليعمرها بالصلاح

والعبادة وتنتهي رحلته بالموت، وسبحان من له الدوام.

المحبوسة:

المحبوسة نطلقها على المعتدة التي توفى زوجها، وفترة العدة نسميها فترة( الحبِس) وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة ( البقرة- الآية (٢٣٤)):” و الذين يتوفون منكم ويذرون ازواجاً يتربصن بأنفسهم أربعة أشهر و عشرا، فإن بلغن أجلهن فلا جناح عليكم….”.

اما عدة الحامل يقول الله سبحانه و تعالى:” واولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن “. ( الطلاق: ٤)

معتقدات وعادات مرتبطة بالمحبوسة:

تجلس المعتدة إبتداء من ايام الفُراش الاولى في شرشف (ملاية) بيضاء و تلبس ملابس بيضاء و لا تتزين و لا تتعطر

و لا تقابل رجال، وكانت تحرسها نساء كبار السن يتواجدن معها في غرفة حبسها يتناوبن في حراستها، اما:

حضن المغارب للمحبوسة :

تحضن المحبوسة الفترة من وقت صلاة المغرب حتى ظهور ا(لحمّار ) اي ظهور الشفق الاحمر، وتجلس مقبلة على القبلة اي مواجهة قبلة الصلاة طيلة هذه الوقت تكون مغطية جسمها و وجها على الحائط لا تتكلم نهائي مهما حدث، وإذا جاءت معزييات ينتظرن حتى تكمل حضن المغارب و هذا أهم عمل يقمن به النساء القائمات بحراستها حتى لا تتحرك

و لا تتكلم.

ومن تخالف هذا النظام تقع فيها (شجرة الحبس) ومن تقع فيها الشجرة تجن اي تصاب بالجنون، واي إمرأة تطلع من حبسها وهي تتكلم كتير (تهترش) يقال:” انها ما حبست راجلها كويس عشان كدا مخها ما مظبوط”.

و قد عاصرت امرأة شابة حريت حراسة مشددة لا تخرج من غرفتها الا لقضاء الحاجة و عندما أكملت أربعة شهور و عشرا لم تحملها رجلاها على المشي فقد أصبحت شبه مشلولة.

أصل المعتقد في المغارب:

يقول عالم الفولكلور ألكسندر هجرتى كراب:” يستمر المعتقد وينسى أصله بطول الزمن”، و بما انه العدة مرتبطة بالدين الإسلامي كذلك نجد أن الرسول عليه الصلة والسلام نبه لأشياء يجب القيام بها في وقت المغرب. لأن الجن يدخل في جسم الإنسان إذا وجده مهيأ لذلك.

يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم:” إذا جنح الليل أو امسيتم فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، فاغلقوا الأبواب و اذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، و اوكوا قربكم و أذكروا إسم الله… “. (صحيح البخاري و مسلم، ٢٠١٥م: ٥٦٢٣)

اؤمن بأن الذهن الشعبي لا يأتي بمعتقدات وعادات من فراغ، فإذا كان الأصل كما في الحديث في الهدوء ساعة المغربية وخاصة الصبيان، فإن النساء اجتهدن في إدخال عادات

مرتبطة بالمغارب و أحيانا يغلون في ذلك و خاصة في التعامل مع النساء خاصة إذا أصبحت أرملة انتهت حياتها، أما الرجل قد يخطب قبل حمل جنازتها أو من البديهي بعوض لأختها مهما كان صغر سنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى