منوعات

حلية الجدادة.. من الحُلي السودانية التقليدية-20

سودابوست - التدوينة السودانية

حلية الجدادة… سلسة حلينا السودانية التقليدية

د. سلوى عبد المجيد أحمد المشلي

سبق أن كتبت عن حلي كثير من القبائل منها حلي مناطق كردفان منها عقد خناق المطارق و الزم
و الهلالات والشف وغيره، و نحن بصدد حلية أخرى لهذة الولاية في شمالها وجنوبها و هي (الجداد) أو ( الكاس) في شمال كردفان و (السلكوك ) في جنوب كردفان.

 

 

ولاية كردفان:
ولاية في وسط السودان سميت باسم نوباوي ( كُلدفان)
و يعني ( أرض الرجال)، قسمت الولاية لثلاث ولايات فيدرالية شمال وجنوب وغرب كردفان و قد ألغيت ولاية غرب كردفان ووزعت على الولايتين الشمالية و الجنوبية كجزء من اتفاقية السلام الشاملة ثم اعيدت مرة أخرى في ٢٠١٣م.(ويكيبيديا)

 

 

الولاية تسكنها كثير من القبائل ذات الأصول العربية والافريقية نوبة في جنوب كردفان و بعض القبائل النيلية.

حلية الجدادة :

 

حلية تزين رأس المراة من هذه الولاية تصنع من الفضة تزن ربع كيلو من الفضة، عن وصفها :” تتألف من عدة أجزاء، الجزء العلوي له شكل قبابي نصف دائري مجوف يلتحم عليه شكل مخروطي من الوسط( كأس)، و تتكون الأجزاء الأخرى من مجموعة من السلاسل الفضية التي تحيط بقرصها والتي تثبت عليها أشكال هلالية تشبه الخُرص الذي يزين الدائرتين مع أشكال معينات، تلتحم الأشكال بسلاسل تنتهي بأشكال بيضاوية تتفاوت في احجامها لتحيط بدائرة الراس”. ( صالح، ٢٠٠٨م: ١١٨).

 

 

الأشكال البيضاوي عبارة عن بروق تهتز في الرقيص، وربنا كما هو معروف لطرد الأرواح الشريرة.

 

من أين جاء اسم الحلية بالجدادة؟ :
ارتبط اسمها بقبيلة البقارة مسيرية، وكانت تتزين بها العروس، و راقصة رقصة ( الدرملي أو النقارة، و المردوم) الشعبية و التي تهتز سلاسلها و بروقها أثناء الرقص بها وتفسر هذا الاهتزاز بالرأس د. زينب عبدالله محمد صالح بأنه شبيه باهتزاز الدجاجة لذلك سميت بالجدادة (نفسه: ١٩).

 

و لربما تقصد اهتزاز رأس الجدادة ( الدجاجة) عندما تلقط الحب فهي ترفع رأسها و تعود لتلقط، و راقصة الدرملي ترقص بنفس هزة الراس عند الجدادة .

تاريخ وجود الحلية:
كثير من الحلي لم يرد لها تاريخ لصياغتها لعدم الاهتمام بهذا الجانب، ولم أجد لها وصف الا في عهد الحكم التركي المصري كما هو مسمى في الكتب لهذا العهد في كتاب رئيس قلم المخابرات المصري نعوم شقير السوري الجنسية في كتابة:” تاريخ السودان وجغرافيته”، في الفصل الخامس الذي يحتوي (أخلاق عرب السودان وعاداتهم وخرافاتهم) و قد ذكر من ضمن القبائل قبائل بادية الغرب منهم البقارة، و من ضمن ما كتب عن زيهم
و ضفر شعر نسائهن وعن حليهن وغيره، وكان وصفه لحلية الجدادة :

” و اقراصهن طاسات صغيرة من الذهب تلبس في قمة الراس وتتدلى منها خيوط ذهبية على الصدغين”. ( شقير، ٢٠٠٧م: ٢٥٥)، و لربما( كانت تصنع من الذهب وتحولت للفضة كما حدث لكثير من الحلي و لثقل وزنها أيضا) هذه نسخة محققة لد. فدوى عبدالرحمن علي طه للنسخة الأصلية للكتاب التي صدرت في ١٩٦٧م.

 

 

ثم تلته د. زينب عبدالله محمد صالح التي تخصصت في الأزياء في كتابها :” الزي والزينة عند قبائل البقارة بالسودان، قبيلة المسيرية” ، وأردت صور لها بجانب ما ذكرت سابقاً.

 

وقد أوردتها في كتابي غير منشور :”الدلالات الثقافية للحلي التقليدية السودانية “،من ضمن حلي عروس قبيلة المسيرية.

 

المعتقد حول الحلية:
نبدأ من خامتها الفضية و الفضة لها خواص سحرية حرزية لذلك دائما ما تجاوز الأعمال السحرية معها، و في الحلي الحرزية مثل خواتم الصوفية الوفقي، و التي بها فصوص من أحجار كريمة.

 

وربما بواسطة الانتشار الثقافي ارتبط الشكل القبابي ( القرص) عادة بقبور القسيسين من المسيحين ثم الاولياء والصالحين في النوبة بشمال السودان، و الاعتقاد فيهم وزيارتهم والنذور عند قبابهم.

 

أما (الأشكال المعينة) تشبه أشكال بيوت الحُجب ( جمع حجاب) و التي تحفظ بداخلها ورق مكتوب علية آيات قرآنية أو طلاسم وتستخدم للحفظ.

 

 

أما (الأشكال البيضاوية) و تسمى بروق عند النوبيين وأهل الوسط و هي أشكال تنزل من السلاسل لتحدث جلبة عالية أثناء الرقص لتكف العين وتزعج الأرواح الشريرة، كما أنها تبرق لتعكس اللون الأبيض الفضي الذي يجهر العين الحاسدة، سواء للعروس سابقا أو الراقصة حتى وقتنا الحالي و قد وجدت:

حلية الشاوشاو النوبية:
تشابهها ولها من الغرض ما ذكرته سابقا و لكن الغريب ليس بها ال؛ كل القبابي من اعلا لحلية الجدادة.

الجدادة عند قبيلة النوبة:
وجدت المرأة النوباوية ترقص بها في رقصاتها الشعبية في المهرجان الثقافي للشعوب الأصلية و يسمونها (سلكوك)، وقد وجدتها تتزين بها في مجسم إمرأة لها ملامح المرأة النوباوية في المتحف الاثنوغرافي بشارع الجامعة .

 

وهي تباع في سوق الصاغة ام درمان بسوق ام درمان الكبير فقد صادفتني في العام ٢٠٠٨م ولاتزال موجودة.
الصورة الأولى من المتحف الاثنوغرافي بالخرطوم، و الصورتين الآخرين من كتاب انكو ناجي:” Sandy in My Eyes”، ما ترجمته :” رمال في عيوني”.

 

حلية الجدادة من الحُلى السودانية التقليدية
حلية الجدادة من الحُلى السودانية التقليدية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى