أخبار السودانمقالات

عبد المحمود نور الدائم: لماذا حرقوا المصفاة؟

عبد المحمود نور الدائم

 

حريق مصفاة الجيلي الأخير ليس حدثًا معزولًا أو جديدا، بل يأتي ضمن سلسلة من الحرائق وأعمال التخريب التي شهدتها المنشأة على أيدي عناصر قوات الدعم السريع في وقت سابق .

 

 

 

 

 

 

 

لكن هذا التصعيد الأخير يأتي في استهداف البنية التحتية الحيوية في البلاد، في محاولة لإضعاف الدولة بعد الخسائر العسكرية التي تكبدتها قوات الدعم السريع.

 

 

 

 

 

 

 

ما يثير الاستغراب هو الحملة الإعلامية التي أطلقها نشطاء محسوبون على الدعم السريع، وبعض الإعلاميين المأجورين، الذين بدوا وكأنهم على علم مسبق بما ستؤول إليه الأمور.

 

 

 

 

 

فقد عملوا على تجريم الجيش السوداني بشكل استباقي لبيان الدعم السريع، محاولين إلصاق تهمة حرق المصفاة بالجيش، في محاولة بائسة لتضليل الرأي العام.

 

 

 

 

 

واتضحت لي المؤامرة بشكل أكبر عند متابعة تحركات عناصر الدعم السريع الإعلاميين الميدانيين، مثل الثلاثي مرتضى فج النور، وحسبو أبو الفقراء، وخالد مسبل، الذين تورطوا سابقًا في اغتيال الشهيد محمد صديق بعد وقوعه في الأسر في إحدى العمليات الهجومية التي قادها ببسالة لتحرير المصفاة.

 

 

 

 

 

 

 

انسحاب هذا الثلاثي من المصفاة قبل عدة أشهر يشير إلى إدراكهم أن المحافظة عليه وهو شريان رئيس للوقود لم تعد ممكنة بالنسبة للدعم السريع، خاصة بعد تقدم الجيش السوداني عبر الكباري نحو بحري والخرطوم.

 

 

 

 

 

وقد أقدمت قوات الدعم السريع على إحراق المصفاة بعد سحب عناصرها المهمة وأبناء المصارين البيض، وترك المرتزقة والمغرر بهم في قلب المحرقة،وذلك يعكس استراتيجيتهم التخريبية بعد استيقانهم الهزيمة.

 

 

 

 

 

هذا الأسلوب التخريبي ليس جديدًا، فقد سبق أن استهدفت قوات الدعم السريع محطات الكهرباء في مروي، القضارف، دنقلا، والنيل الأبيض، بالإضافة إلى محطة المياه في أم درمان، في محاولة لتكبيد الدولة أضرارًا اقتصادية وإنسانية جسيمة،ولمزيد من الرهق للمواطن السوداني.

 

 

 

 

 

كذلك تصريحات إبراهيم بقال، البوق الإعلامي للدعم السريع، التي دعا فيها لاستهداف محطات الكهرباء والمياه والمستشفيات، تؤكد تحول الدعم السريع من مليشيا عسكرية إلى عصابة تخريبية تسعى لنشر الفوضى واستهداف مقدرات البلاد الاقتصادية.

 

 

 

 

 

ولقد استطاع الجيش السوداني الحفاظ على المصفاة لفترة طويلة، كما حافظ على منشآت حيوية أخرى مثل الإذاعة، رغم إمكانية تدميرها بالكامل خلال العمليات العسكرية.

 

 

 

 

 

ولقد اختار الجيش السوداني في عملياته منذ بداية الحرب استهداف قوات الدعم السريع دون الإضرار بالمنشآت الحيوية، في موقف يعكس المسؤولية الوطنية والرغبة في حماية مقدرات البلاد.

 

 

 

 

 

ومن هنا، فإن محاولة إلصاق تهمة حرق المصفاة بالجيش السوداني ليست سوى محاولة مكشوفة لتضليل الحقائق، وأشبه بمن يحاول تغطية الشمس بغربال.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى