أقوال الصحف

عثمان ميرغني: حاول أن تتوقع..هل يذهب الجيش لمفاوضات سويسرا؟

سودابوست - التدوينة السودانية

حاول أن تتوقع..هل يذهب الجيش لمفاوضات سويسرا؟

 

أيا كانت الاجابة فإن ما ينكشف يوم 14 أغسطس في قاعة التفاوض سيكون معزولا عن أية تأويلات أو تحليلات أو معلومات بنيت عليها التوقعات..

 

من يقول أن وفد الجيش سيظهر في سويسرا فهو محض رجم بالغيب قد يصيب أو يخيب، ومن يقول أن تأكيدات البرهان بأن لا سبيل لدخول قاعة التفاوض إلا بالشروط المعلومة، وبما أن الوقت المتبقي قد لا يكون كافيا لتنفيذها وعليه فإن وفد الجيش لن يغادر بورتسودان، فهو أيضا يرجم الغيب بلا يقين، فقد سبق للبرهان أن أعلن في بعض خطبه المفتوحة لاءات ثبت في لحظة نطقه بها أن وفد الجيش كان منخرطا في اجتماعات سرية بالعاصمة البحرينية المنامة.

 

 

التحليل السياسي الذي يحاول أن يستبق الأحداث، في العادة يستجمع المعلومات ويقرأ اتجاهات الرياح و يبني التوقعات على خلاصة ذلك.
لكن عندما تكون المعلومات لا علاقة لها بما يحدث، والخطاب السياسي مجرد “خطاب عكاظي” لا يهتم الا بنسج الكلمات بلا مدلولات أو صدقية، فإن التوقعات تصبح أقرب إلى قراءة الفنجان، أو “الودع” الذي تلقي به “ست الودع” ثم تحدق فيه لترى المستقبل.

الآن الصورة تبدو محتشدة بالرفض الصارم لأي مفاوضات في سويسرا أو غيرها، بل معها عبارات غلو كأنما ذهاب وفد السودان إلى المفاوضات هو ضرب من الاستسلام المسبق لشروط ال الإذلال والهوان، و تخلي عن حقوق المواطنين الذين نهبت اموالهم واحتل الدعم السريع بيوتهم والأعيان المدنية التابعة للدولة.

مع ذلك فقد يأتي صباح مشرق القسمات يظهر فيه الوفد التفاوضي الرسمي مبتسما في سويسرا ولن يغلب في تبرير ذلك بما لا يحتاج إلى مشقة أو ذكاء.
وهنا المشكلة ليست في تغيير الاتجاه والهبوط المفاجيء بسويسرا بل في كون ذلك يعني عمليا أن الحضور في زمان ومكان التفاوض أشبه بالذهاب إلى مناسبة اجتماعية لا تتطلب غير الملبس النظيف وبعض العطر إن تيسر.

بينما في الحقيقة أن المفاوضات – أي مفاوضات- عمل كبير يحتاج إلى إعداد متماسك و مدروس وقد يحتاج إلى اجراءات استباقية تلعب دورا في ترسيم الملعب و تتحاشي المنحنيات الحادة داخل قاعة التفاوض.

كنت أتوقع تكوين هيئة مستقلة رفيعة المستوى تتولى الاعداد لمفاوضات سويسرا و أية مفاوضات أخرى قد تتناسل منها.
هيئة قوية قادرة على التفكير داخل وخارج الصندوق دون حاجة لأخذ إذن من أحد أو جهة. هذه الهيئة هي التي تحدد هل يشارك وفد الجيش في المفاوضات؟ وكيف يتكون؟ ومِن مَن ؟ و أجندة التفاوض و السقوف العليا والدنيا، وماهو متوقع من التفاوض؟ ومآلات نتائج المفاوضات.

هذا العمل لا ينجزه “أفندية” يعملون في أي موقع حكومي ينظرون باشفاق لحدود ابتسامة من يرأسهم أو من يملك نواصيهم الوظيفية.

وبالضرورة مثل هذا العمل يحتاج إلى مدرج اقلاع طويل بعض الشيء قبل المفاوضات، ولا يمكن بين ليلة وضحاها أن يصدر أمر لمثل هذه الهيئة أن تتشكل وتعد للتفاوض.

المشكلة ليس في رفض التفاوض، بل في كون الرفض أو القبول يستويان طالما لا ينبني عليهما أي استعداد يؤثر على ما يصدر من قاعة التفاوض.

حديث المدينة السبت 3 أغسطس 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى