سودابوست – التدوينة السودانية – فزاعات السودان
من ثقافتنا المادية السودانية
د. سلوى عبد المجيد أحمد المشلي
بعض مسميات فزاعات السودان
تتعرض المزروعات للآفات الزراعية مثل الجراد و الطير الذي يتلف المحصول ولكن المزراع حفاظا على جهده و تعبه صنع نصب وضعه وسط الزرع في شكل انسان ( فزاعة) ليخيفها.
الفزاعة لغة :
شكل ينصب في الحقول لإخافة الحيوانات، والفزع هو الخوف والذعر و اللجوء و الإغاثة، وفزع منه اي خاف و نفر وهذا هو المقصود من عمل الفزاعة.
الفزاعة (ScareCrow) : دمية او مانيكان على شكل انسان يصنع عادة من القش المخبأ في ثياب تستخدم لإخافة الطيور وغيرها.
تسمى أيضا خيال المآتة و مآتة باللغة القبطية ماتوي تعني فلاحة او زراعة، وفي المثل:” يقال ذي خيال المآتة”. و هو تعبير عن الشخص الذي لا يعطي رد فعل لموقف معين. (الموسوعة الحرة)
أنواع من فزاعات في السودان :
– الهول:
اسم فزاعة قبيلة الحمر و هي تعيش في الأطراف الغربية من كردفان، و الهول عبارة عن عود على شكل صليب يلبس خرقة من قماش، و توضع على الطرف الأعلى من الصليب عمة (عمامة) ليبدو في هيئة إنسان، وتستخدمها الحمر لطرد الآفات الزراعية كالطيور، واحيانا تقرع الصفائح لطرد الطيور.
يستخدم الحمر الهول في مثل يقول:” قايلة زول لقيته هول”، والمعنى انه كان يعتقد أنه إنسان (زول) و وجده هول، ويضرب المثل عندما تتوسم خيرا في زول ويخذلك. (الفحيل، 1981 : 113)
ويقول د. ابراهيم ابو كواية تسميه قبيلة الحمر:” ابو النصورة و الهمبول و الحمبول و لا يزال مستخدما “.
يبدو أنه لديه عند الحمريين عدة أسماء و لربما السبب اختلاف المنطقة التي تعيش فيها كل مجموعة منهم.
– خلاعة:
في دارفور تسمى خُلاعة بضم حرف الخاء، من الكلمة العامية تخلع اي تخيف، وهي على شكل الصليب وتلبس جلابية
و يوضع في أعلى الصليب شكل دائري سواء كان حلة او كفتيرة (إبريق الشاي) تشبه القبعة التي توضع على رأس الفزاعة.
– الهواب:
عند قبائل النيل الازرق والجزيرة.
– الهمبول : يتخذ شكل العلم و هو خرقة تعلق على عود، وقد قال الشيخ فرح ود تكتكوك: : “ يا الهمبول يا الخوف المجهول، الخوفو بيك الطيور، بكرة بخوفو بيك العقول” .
ويسمى الهمبول عند الشايقية ايضا، ويوضع وسط الزراعة لطرد الطير او بالقرب من مُراح البهايم لطرد الصبرة.
– صُور:
عند قبيلة المحس يسمى صور بضم حرف الصاد و فتح حرف الراء يصنع من شجر السيسبان في شكل انسان او صقر ويلبس جلابية و احيانا طاقية.
ا- لهوليقه:
كلمة نوبية أصلها هيلا.. او هيلة و ككثير من الكلمات النوبية المتداولة في شمال السودان، عند قبيلة الشايقية تصنع من الحطب او من جريد النخل و هي شبه الراكوبة من طابقين ، الجزء الأسفل للجلوس والسقف الأعلى كمظلة و ممكن تكون كاشفة من غير سقف او مظلة، وهي عالية جدا أعلى من قصب الذرة حتى يستطيع الجالس عليها ان يرى كل المساحة حوله.
و للتوضيح أكثر يصفها بروف الصادق ساتي بأنها:” نصب مربع من العيدان بقاعدة يتم الوقوف عليها وهي تعلو نبات الذره ( المريق) عندما تنضج قناديله وتنتشر حبال طويلة فوق أجزاء ومناحي النبات وتربط الحبال علي الهوليقه ثم توصل الي عيدان بعيده وتربط بها ويجلس علي الهوليقه شخص طوال النهار يحرك الحبال المنتشرة فوق قناديل الذرة طردا للطير حتي لا يجلس علي القناديل ويأكل المحصول.
يجلس عليها الصبية و يقضون النهار يجلسون فوقها طردا للطير عبر تحريك الحبال مع الصياح حفاظا علي محتوي القناديل الناضجة من المحصول .
أحيانا تكون معك (صفيحه فارغة) وانت جالس علي الهوليقه فتضرب عليها بقوه بعيدان خشب لإخراج صوت قوي يرعب الطير ويطرده من فوق القناديل مع الصياح بصوتا عاليا من الشخص الجالس فوق الهوليقه.
وفي أدبنا الشعبي:
في المثل:
و يضرب ب (الهوليقه) المثل فنقول:” فلان ذي الهوليقه.” كناية عن الطول، وتقال عند التهكم منه.
و في الشعر:
في أغنية (ام درق) لفنان الطمبور عثمان اليمني:
و تقعد في هوليقه تحاحي طيرا.(صفحة القرير نت)
لذلك اسماها البعض الحاحاية باللغة العامية غير الهوليقه في اللغة النوبية الدنقلاوية .
و من شعر الشايقية في الهوليقا:
يطربنا ذي دق الدليب صوب البوابير في المتر
جدول ممرتق بي قفا بالموية يسرسر إتكسر
و هوليقه فوق بُطان تجر كشكوش تكورك عوك وكر
يا أب راس متكى على الجريد خايفلك الهوا و المطر
ياربي تنجي من الحسود راجين حصادو بعد شهر
– الحاحاية:
تسمى الحاحاية في ولاية نهر النيل عند قبيلة الجعليين
و الرباطاب و غيرهم ممن يسمن الولاية و يقول الأستاذ عبد العظيم سعيد :”نحن في نهر النيل نسميها ( الحاحاية ) و معها ملحقات العمل لطرد الطير من أكل العيش (الجداعة واللقاو) ، الجداعة (شكل ضفيرة تصنع من الحبال ونضع فيها حجر وتلوح بيدك بشكل دائري و تقذف بالحجر في اتجاه الطير)، أما اللقاو ( يصنع من الحبل كشكل الدبيب طويل وله راس عريض تحركة بطريقة دائرة وتعكس ليحدث صوت فرقعة
و يطرد الطير) “.
– اللقدابة: عند قبيلة المناصير..
-الكدينصور: عند قبيلة الدناقلا و تعني (صرة قماش).
طرد الطير بطريقة أخرى :
يقول الاستاذ عثمان حماد :”كان في طريقة لطرد الطير من المريق او القمح، باستخدام سوط من القماش يعمل فرقعة تخوف الطير او باستخدام (الفُرجة) بضم الفاء وتشديد الراء و. هو عبارة عن مقلاع من حبل الأشميق بيجدع الحجر لمسافة بعيدة”، و لربما اسمها الفُنة.
و العشميق او الاشميق هو الليف المستخرج من شجر النخل، له عدة استخدامات منها انه يوضع في فوهةت خشم) الجبنة كمصفاة لتصفية البن.
– عند الدناقلا يقول الاستاذ الفاضل ساتي: في منطقتنا توجد ادوات اخرى لطرد العصافير مثل :
– الفُنّة: بضم حرف الفاء وهي اشبه بالكمامة مربوط على جانبيها حبل ويوضع عليها حجر يرمى به العصافير بعد تلفه عدة مرات في الهواء اعلى الرأس لتكون الرمية أقوى، وهي الجماعة او المُقلاع او النبلة. .
– كشوِيل؛ بفتح حرف الكاف فيها تحضري علبة لبن حديد كعلب لبن الأطفال ااو البودرة المجفف و تضعي فيها شوية حصى و تطفقيها ( تضربها بالآلة حادة بغيرانتطام) من فوق بمعنى تقفل وجه العلبة لاجل الحصى الذي يكشكش لا يخرج من العلبة.
تخرم (تتقد) العلبة من فوق بي مسمار و تربط في حبل او سلك و عندما يحرك (تهِز) الحبل يعمل صوت زي الكشكوش يطير الطير، وهي مربوطة في حبال و بداخلها حصباء (حصى/حصحاص) صغير يتم تحريكها لتصدر اصواتا تخيف العصافير وتطير بعيدا عن الزرع، كلمة كشويل اتت من الصوت الذي يصدره الحصى.
بالنسبة للحواشات المزروعة قمح او فول توجد عدة حبال لعدة اتجاهات و عدة كشاويل و المزارع يهز الحبال ويطير الطير من المزرعة او الحواشة.
اما بالنسبة لشجر النخل او المانجو (المنقة) يكفي حبل واحد وكشويل واحد.
