مقالات

كمين التلفزيون .. من أدخل الجميع صندوق العدو !

التدوينة السودانية - سودابوست

كمين التلفزيون .. من أدخل الجميع صندوق العدو !

مصعب حسن عباس

لزمنا الصمت حيناً حتى تنجلي العاصفة وتهدأ الأحوال وتكون الرؤية للجميع أكثر وضوحاً ؛ وما كنت لأعبأ لهكذا حدث لولا إنصاف بعض الجنود المجهولين وآخرين من دونهم تعرفونهم وتطالعونهم على الشاشة كل حين .

فيما يخص المذيعة و معركتها في غير معترك والتي لم أسمع بإسمها قبلاً وأكاد أقول جازماً و-لا- و -لن -سيكون بعداً أيضاً  وبالطبع ما ضرها ولا ضرني معرفتي بها إذ أن الأمر ليس أمراً شخصياً  ؛ لكن هذا  سيناريو قديم تم إعادة إنتاجه وقد عايشت شخصياً هذا السيناريو بتفاصيلة مرتين قبل هذه بصورة مختلفة لكن القالب الرئيسي واحد .

الأمر في حقيقته ليست مذيعة ولباسها المحلي ولا قضية قبيلتها البجا من قريب أو بعيد وإن كان فعلاً أصلها الظاهر يوحي بذلك ولكن الأمر برمته يحمل جند خفي ، ولا أدري أيضاً إن كان هذا الأمر قد تم بعلم المذيعة أو أنها قد خدمت جنداً خفي دون أدنى شعور منها وبلا مقابل !

في إحدى القنوات التي كنت ضمن طاقمها رفعت إحدى المذيعات قضية ضد المدير العام للقناة بسبب فصلها و قد كانت لها صلة جيدة بالصحف التي كانت تكتب فيها أحياناً فأثارت بقضيتها جدلاً تداولته الصحف و أجرت معها صحف أخرى حوارات عرضت فيه شعار القناة وصورة المدير العام ؛

الحقيقة أن ما تداولته الصحف لم يكن الحقيقة ولكنها كانت تدور حول الحقيقة وهي أن الأمر في حقيقته متصل بالكفاءة المهنية لهذه المذيعة وهو السبب الرئيسي في فصلها عن العمل ولو أنها تركت الأمر برمته للقضاء لحسم الأمر وهو المنحى الطبيعي لمظلمتها و لما كانت كل هذه الزوبعه ولكنها ولمصلحة ما أرادت أن تكون حديث المدينة .

القضية الرئيسية لا تمس أهلنا البجا فهم مكون معروف لا يحتاج إلى تعريف بلباس أو مظهر وإنسان البجا غني عن ذلك إذ أنهم مكون أصيل من تاريخ السودان القديم والحديث ؛ لكن الحقيقة أن هناك من أراد أن يوقف صوت التلفزيون القومي بعدما فشلت المليشيا طوال فترة سيطرتها عليه بتشغيله و إعادة البث و لعل هذه الأحداث تحديداً جاءت بعدما بث التلفزيون القومي خيوط المؤامرة وفضح مستشار المليشيا وهو داخل غرفة التحكم برفقه المهندس المختطف من منزله في الساعات الأولى من الإنقلاب .

الأمر الثاني أن هناك من خطط لهذا الأمر ليتدثر بلباس القبلية فأراد لها أن تكون فتنة قبلية تعم معها الفوضى فتعيش العاصمة الإدارية حالة من الفوضى ينشغل معها الجيش والحكومة والإدارات الأهلية بمحاولة إخماد نارها و هذا ما يحتاج إليه العدو فتصبح بذلك لقمه سائغه يسهل معها زرع خلايا نائمة أو تسقط المدينة بكاملها في حال إستمرار الفوضى .

وقد ذكرت في بداية مقالي أني لم أكن أعبأ لولا إنصاف بعض الجنود المجهولين وآخرين تعرفونهم؛ فالتلفزيون القومي قد أعاد بثه في ظروف بالغة التعقيد و أول إنتصار لم يكن في فرقة ولا حامية للجيش

ولكن كان أول إنتصار كاسح هو إعادة رفع إشارة التلفزيون القومي للقمر الصناعي من مدينة بورتسودان وهي بذلك أيضاً أول هزيمة ساحقة للمليشيا ، وقد كان خلف هذا العمل رجالاً قد لا يعرفهم أحد ولكن الله يعرفهم تسللوا إلى مناطق سيطرة المليشيا و أخذوا منها الأجهزة والمعدات المعينة على إعادة بث شارة التلفزيون القومي وإستكمال نواقص تلفزيون ولاية البحر الأحمر؛

هؤلاء الرجال دخلوا عرين المليشيا وخاطروا بحياتهم لإفشال مخطط آل دقلو ومن خلفهم من محاور الشر الإقليمية والدولية؛ أيضيع هذا الجهد وهذا الفداء والتضحية  بالحديث عن لباس !  مالكم كيف تحكمون !!

أما الذين تعرفونهم فهم المرابطين على الشاشة و من خلفها من الجنود المجهولين والذين يعملون في ظروف حرجه ومعقدة ليصنعوا ” من الفسيخ شربات ” في ظل إمكانيات شحيحه و متواضعة؛ شكر الله لكم جميعاً أهل الحوش الكبير وتقبل الله جهدكم وجهادكم ورباطكم فإن حرب الإعلام لا تقل شأناً عن حرب الخنادق والبنادق والبيادق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى