أخبار السودانمقالات

محمد حامد جمعة نوار: ارفتهم يا البرهان

سودابوست-التدوينة السودانية

محمد حامد جمعة نوار : ارفتهم يا البرهان

الوضع الإقتصادي مأزوم بالأساس . وأتت الحرب وضاعفت علله .وما يحدث الأن من إنهيار للعملة وإرتفاع في أسعار السلع (قوت غالب أهل البلد) منطقي وغير مستغرب . فالشلل والتدمير الذي ضرب (سيستم) البلاد وظروف الأزمة بأبعادها الأمنية والإنسانية وغياب الرواتب لعام ونصف وبالضرورة توقف سوق العمل الأخرى من تجارة وحرف جعل الملايين (معلمين الله) خاصة ممن هم داخل حدود الوطن في المناطق الآمنة أو تلك التي في خط النار .

الحرب في نسختها الواقعية على الأرض بين الناس أفرزت روح تعاضد كامل . على عسر الحال وسوء الظروف . وقد بلونا نحن أهل الداخل أصنافا من المعاناة لا تكتب أو توثق وشخصيا إختبرت تقسيم محاصصة الماء للشرب بحيث تقسم ساعات النهار والليل على أسلوب شرب يمنحك فرصة الوصول لليوم التالي والخروج فيه بحثا عن ما مقدر (لتر ) وقد لا تجده ! وشخصيا شربت من ماء بئر مالح حفر بالأساس ليكون (سايفون) عالجناه بالغلي والإضافات وأما الأكل فحدث ولا حرج وأما العلاج لا أبالغ إن قلت أني رقدت مكسورا لأسابيع لم يدخل جوفي مسكن وأما الملاريا فقد وظفت (عرديب) لو كانت هناك قياسات لإكتشفت أنه بعض بعر أو ما تترك العوام ! وفي كل الأحوال كتب الله لآلاف مثلي العيش والعافية لأن عناية الله أمضى من طارئات المحن

2

ولا اتحدث في هذا الخيط عن الإقتصاد كعلم منظم ومصفوفة صادر ووارد وأنظمة رسومات بيانية ! اتحدث عن قليل ما يقيم الاود للناس . خبز ودقيق وسكر وعدس ومصل ومحاقن وأدوية منفذة للحياة ومعززة لتماسك أجساد أنهكها المرض والجوع والقلق المستدام من زائر ليل أو طارئ حرب (لا يقدر ظروفك) والناس في هذا (يتشايلون) فقد رأيت أصحاب متاجر صغيرة يبست أرفهم بسبب الديون الهالكة ورأيت جار إن أتاه فضل مال يقسم ويطوف به على الجيران ينفق إلى حين تيسر أمرهم ورأيت في بعض الأحياء قبل خروجي صواني الأكل _بالمتاح_ تبذل على قارعة الطرق . بعضها (كسرة) تملح بالملح الذائب على ماء ساخن نأكله حتى ملعقه أصابعنا

3

لا يرغب شعبنا في كفاحه المجيد بهذا الظرف في رفاهيات وكماليات .يرغب في رخاء الوفرة وأسعار معقولة ؛ لا يختطفها من إعتادوا حتى في محنة وطنهم العظمى سرقته بالمضاربات والجشع وهذا لا سبيل لكسره إلا بقرارات حكومية تسهل لكل مستورد وتعفي عنه بعض الرسوم ؛ لأن كل جنيه يضاف يتضاعف عند المشترى إلى مئة ! وهذا بالضرورة يشمل نوعية السلع الواجبة القدوم ! فجولة قصيرة في بعض الأسواق يحار معها المرء من نوعية المعروض بكثرة دون أن يكون لها حاجة في تفاصيل إحتياجات مما ذكرنا

4

السودانيون في هذا الظرف وقد هلك خف مالهم وحافر أملاكهم قدموا كل الممكن حتى حافة المستحيل . وما أراه لو كان في بلد آخر لانتهى وزال . لكنه بعض ذاك التكافل الذي يجعل كل سوداني بالخارج الان يكفل والد وزميل وصديق رغم أن أهل الإغتراب أنفسهم حالهم يغني عن سؤالهم . ولذا فخطابي للقائد العام على أهل وزارتك من أهل الاقتصاد والتجارة النزول من صياصي بورت سودان التي بالواقع تحولت إلى (بورصة) غالب من يضاربون في ملفاتها لا يعلمون بكم يباع الدقيق والعدس ! وأظنهم جميعا ما زاروا ولا خفية حي أو مجمع تجارة وربما على الأرجح يظنون أن مائدة سيدنا عيسى تهبط كل صباح في امدرمان وكوستيةوالكلاكلات !

5

أرفدهم يا برهان . فهؤلاء لا يقلون خطرا عمن تقاتل . لأنهم لا يرون ولا يسمعون ولا يبادرون . لم يطلب أحدا منهم وضعنا ضمن قائمة (الثمانية) كل ما نطلبه بالحد الأدنى أن يأكل الناس الفترتية والسخينة ! وهذه مهمة يمكن لأي تاجر تشاشة يفك الخط أن ينظمها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى