سودابوست-أكثر من 50 قتيلاً في حصيلة أولية لمجازر الجنجويد بقرى محلية كُتُم..
هل تكون هذه الانتهاكات هي الخطة البديلة التي أعلنها الميليشي حميدتي؟..
شهود عيان: الجنجويد يستهدفون الزغاوة، ويُعملون القتل على أساس عرقي..
القوة المشتركة: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام انتهاكات ميليشيا آل دقلو..
حذيفة: ندين الجرائم بأشد العبارات وندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تتعرض قرى تابعة لمحلية كُتُم بولاية شمال دارفور إلى انتهاكات واسعة وهجمات متكررة من قبل ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وقالت حكومة إقليم دارفور إن ميليشيا آل دقلو حرقت نحو 17 قرية تابعة لمحلية كتم، مبينة أن الميليشيا المتمردة، ارتكبت جرائم إنسانية في حق ألاف المدنيين الذين تعرضوا للقتل والسلب والنهب والاغتصاب، وقالت إن هذه الجرائم الفظيعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه الميليشيا المتمردة في مختلف ولايات السودان،
يذكر أن القرى التي استهدفتها ميليشيا الدعم السريع بشمال دارفور هي قرى خلوة أ، خلوة ب، حلة أبو زكريا، حلة أبو موسى، حلة هارون، حلة أموه، حلة آدم حمدون، حلة أبو جمعة، حلة محمد أبوتي، حلة كلميت، حلة قصوب، حلة أدبو، حلة إسحاق طاهر، حلة إدريس دقو، حلة صديق برا، وحلة عبد الله أبكر.
قتل وتهجير قسري:
وخلّفت المجازر المروعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، في حق المواطنين المدنيين الأبرياء والعزل في القرى والمناطق التابعة لولاية شمال دارفور، عدداً كبيراً من القتلى تجاوز ال 50 قتيلاً في حصيلة أولية، وتسببت في نزوح أكثر من 13 ألف مواطن
، وتُظهر هذه الانتهاكات والأفعال الإجرامية، سلوكاً منهجياً لميليشيا الدعم السريع يقوم على استهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسرياً، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الفوري لإدانة واستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها من ميليشيا آل دقلو الإرهابية وذلك تماشيًا مع مبدأ عدم الإفلات من العقاب.
خطة بديلة:
وتأتي هذه الجرائم والانتهاكات الفظيعة بُعيد سويعات من الظهور المكلوم لقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي كشف في خطابه المهزوم، عن استراتيجية جديدة ستنتهجها الميليشيا الإرهابية رداً على الضربات الموجعة التي ظلت تتلقاها في محاور وجبهات القتال المختلفة في الخرطوم، وسنار، والجزيرة، والنيل الأزرق، والفاشر، وجبل مون وغيرها،
ويبدو أن الخطة البديلة لميليشيا آل دقلو الإرهابية تركز على استهداف المواطنين المدنيين الأبرياء والعزل، بحيث تصب هذه الميليشيا المتمردة جام غضبها، وتغسل عار اندحارها المؤلم، ومرارة هزائمها المدوية، بالدماء الطاهرة لهؤلاء المواطنين.
صراع قبلي:
وقال شهود عيان من مناطق القتال في شمال دارفور، إن ميليشيا الدعم السريع المتمردة تمارس الإبادة الجماعية في هذه المناطق بإعمال القتل على أساس العِرق والنوع، مكررة ذات الوحشية والسيناريو الدموي الذي نفذته في مدينة الجنينة باستهداف قبيلة المساليت والقبائل غير العربية،
حيث تستهدف في هذه القرى قبيلة الزغاوة، انتقاماً منهم بحجة انتمائهم الإثني ودعمهم وإسنادهم للقوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح، التي تشكل مع القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوات النظامية والمستنفرين والمجاهدين، درعاً متيناً تكسرت فيه كل هجمات الجنجويد والتي تجاوزت ال139 هجوماً منذ العاشر من مايو 2024م لإسقاط الفاشر وإعلان دولة آل دقلو بدارفور،
وتتزايد المخاوف من واقع استهداف ميليشيا آل دقلو لقبيلة الزغاوة، بأن يتحول القتال في ولاية شمال دارفور إلى صراع قبلي، وقتل على أساس الجنس والعِرق والنوع، في ظل حالة التأهب القصوى، والاحتقان الحاد، والاستقطاب، والاستقطاب المضاد، والذي يرمي بظلاله الكثيفة فوق المكونات القبلية والحواضن الاجتماعية الدعمة لميليشيا الدعم السريع، والمساندة للقوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح.
حملة انتقام:
ويقول الرائد أحمد حسين مصطفى الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة إن فشل خطط ميليشيا آل دقلو والمرتزقة التابعة لها، جعلهم يقودون حملات انتقامية ضد المواطنين الأبرياء، باستهداف بعض المناطق بشمال دارفور بغرض تحويل هذا النزاع إلى صراع عرقي
، وأكد مصطفى في افادته من مدينة الفاشر أن هذه المناطق ظلت مُستهدَفة عندما كان الدعم السريع جزءً من النظام البائد، مبيناً أن ذات المناطق تُستهدف حالياً من قبل ذات القوات بعد أن تمردت على الدولة، وطالب الناطق باسم القوة المشتركة
، ميليشيا آل دقلو والإدارات الأهلية الداعمة لها، والتي قال إنها تعمل على تجييش أبنائها وإرسالهم لحرق القرى وقتل الآخرين، بالكف عن هذا العمل الجبان، وحذر بقوله ” الذي بيته من زجاج لا يرشق الآخرين بالحجارة” مؤكداً أن مثل هذا العمل يمكن أن يؤدي إلى تمرد من يحرقونهم ويقتلونهم.
ستنتصر إرادة الشعب:
وتوسعت دائرة شجب استهداف ميليشيا آل دقلو المواطنين في شمال دارفور، حيث أدان التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع باستهدافها المدنيين والتنكيل بهم، وتشريدهم قسرياً بقرى تابعة لولاية شمال دارفور
، ودعا الناطق باسم التحالف الأستاذ حذيفة عبدالله المجتمع الدولي والإقليمي ومؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياته وإدانة الميليشيا المتمردة ومحاسبتها، مثمناً التضحيات الجسيمة التي تقوم بها القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها من المستنفرين، لحماية الأرض والعرض، مؤكداً أن إرادة الشعب ستنتصر على إرهاب الجنجويد وداعميهم.
لن نقف مكتوفي الأيدي:
ويعود الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، الرائد أحمد حسين مصطفى، ليجدد التأكيد على أن قواتهم لن تقف مكتوفة الأيدي أمام حملات الاستهداف التي تطال المواطنين المدنيين الأبرياء والعزل في شمال دارفور،
مبيناً أن موقف القوة المشتركة الواضح والصريح والمُعلن منذ بداية هذه الحرب هو الحفاظ على حياة المواطنين المدنيين، وحماية ممتلكاتهم، مؤكداً أن القوة المشتركة ستظل تدافع عن السودانيين والسودانيات في كل أنحاء البلاد، سواءً كان القتال في شرقها أو غربها أو شمالها أو جنوبها، منوهاً إلى وجود القوة المشتركة في كل محاور وجبهات القتال على مستوى السودان، حمايةً للأرض والعرض، وحفاظاً على أرواح المواطنين.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ يبدو أن ميليشيا الدعم السريع تتجه إلى نقل القتال في شمال دارفور إلى خانة الصراع القبلي باستهداف المواطنين الأبرياء والعزل على أساس الجنس والعِرق والنوع، وهي وبحسب مراقبين ربما تكون الخطة البديلة التي تنوي ميليشيا آل دقلو انتهاجها انتقاماً من هزائمهم في كل محاور وجبهات القتال،
وطمعاً في التفاتة وانتباهة من المجتمع الدولي للتدخل تحت البند السابع لإنقاذ هذه الميليشيا من مطرقة القوة المشتركة والقوات المساندة لها، ومن سندان الغضب الشعبي الذي يتزايد يوماً بعد يوم، بدعم وإسناد الجيش، وقتال أؤلياء الشيطان، إن كيد الشيطان كان ضعيفا.