سودابوست-تنطلق غدا مفاوضات جنيف في سويسرا الأربعاء 14 اغسطس والتي تنظمها الولايات المتحدة الأميركية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التابعة لآل دقلو.
ويشارك في المفاوضات التي ترعاها أميركا كل من الاتحاد الإفريقي والسعودية ومصر والإمارات بصفة مراقب وهو الأمر الذي استفهمت بشأنه الحكومة السودانية
وأفادت مصادر مطلعة عن وصول وفد قوات الدعم السريع التفاوضي إلى مدينة جنيف تمهيدا للمشاركة في حوار دعت إليه واشنطن حول الحرب في السودان والتي فجرها الدعم السريع في 15 أبريل من العام 2023م وبحسب المصادر فإن وفد الدعم السريع الذي وصل إلى جنيف للمشاركة في مفاوضات السلام برئاسة العميد عمر حمدان بمشاركة عز الدين الصافي ونزار سيد أحمد.
تصعيد عسكري للضغط قبل
مفاوضات جنيف
وقبل أسبوع من موعد مفاوضات جنيف كثفت قوات الدعم السريع من التصعيد العسكري في محاولة لكسب نقاط جديدة على الأرض وتقوية موقفها للضغط بها في مفاوضات جنيف،
حيث قام الدعم السريع بشن عملية برية كبيرة على مدينة الفاشر في محاولة لإسقاطها،غير أن محاولته باءت بالفشل،وتكبدت خسائرًا كبيرة في الأرواح والمعدات،رغم إشراف قائد ثاني الدعم السريع على العمليات بنفسه.
فيما قام الدعم السريع وخلال سبعة أيام ماضية بتكثيف القصف المدفعي على محليتي كرري وأمدرمان في محاولة لتأزيم حياة المدنيين في المناطق الآمنة لخلق حالة من التململ الشعبي والضغط به نحو القبول بالتفاوض
وقامت الدعم السريع بقصف مستشفيات الدايات والنو بشكل مباشر فدمرت خلال القصف مستشفى الدايات بالكامل،فيما لم يتضرر مستشفى النو من القصف.
هذا بالرغم من ادعاءات حميدتي بحماية المدنيين وتكوين قوة خاصة من الدعم السريع لحمايتهم من الانتهاكات التي تقوم بها قواته نفسها.
ضغط دولي على الحكومة السودانية
إلى ذلك قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييللو إن المحادثات في جنيف ستبدأ غدا ونحن جميعا هنا بسبب ما يحدث في السودان.
وقال إنه التقى محمد بن شمباس، رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، بشأن السودان
. وقال: إننا نتشاطر إحساسًا عميقًا بالحاجة الملحة لإحراز تقدم هذا الأسبوع نحو وقف الأعمال العدائية وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى آليات مراقبة وتنفيذ الاتفاقيات الجديدة وإعلانات جدة السابقة والالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي.
وفي وقت سابق صرح المبعوث الأميركي الخاص للسودان بأن الجيش السوداني ليس من مصلحته المماطلة بعدم الذهاب إلى جنيف،وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على الحكومة السودانية للذهاب إلى مفاوضات غير عادلة.
وتشترط أميركا مشاركة وفد الحكومة السودانية بصفته ممثلا للجيش وليس ممثلا لحكومة السودان في محاولة لنزع شرعية الحكومة السودانية ومساواتها مع الدعم السريع في نفس الكفة الأمر الذي رفضته الحكومة السودانية بشدة
هل سيذهب الجيش إلى
مفاوضات جنيف؟!
وفي وقت سابق أعلن وزير الثقافة والاعلام جراهام عبدالقادر في بيان له عبر تلفزيون السودان عدم مشاركة السودان فى مفاوضات جنيف التي تنظمها الولايات المتحدة الأميركي.
وأكد جراهام إن عدم مشاركة السودان يأتي لعدم إلتزام الجانب الأمريكي بتنفيذ مقررات جدة في مايو ٢٠٢٣م.
بجانب إصرار الجانب الأمريكي على مشاركة دولة الأمارات كمراقب، وعدم توضيح المبرر المقنع لإنشاء منبر جديد خلاف منبر جدة.
وكان وزير المعادن رئيس الوفد الحكومي الذي أرسل لجدة،قد أعلن انتهاء المشاورات دون التوصل لجديد.
وبالأمس قدم رئيس مجلس السيادة خلال لقائه الرئيس الأنغولي شرحاً مفصلاً حول الأوضاع الراهنة في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع ضد الدولة ومؤسساتها مؤكداً تعاطي الحكومة مع كل مبادرات السلام المطروحة وذلك إيماناً منها بأهمية السلام والاستقرار، مشيراً إلى ما تم توقيعه من إتفاق في جدة وعدم إلتزام المليشيا المتمردة بتنفيذ مخرجاته.
وتقود كل المؤشرات حتى الآن إلى عدم ذهاب الجيش السوداني إلى مفاوضات جنيف التي وصفت بالمجحفة والتي لا تتضمن أي بنود جديدة بل تؤطر لوجود الدعم السريع بصورة أكبر في مستقبلىالسودان،رغم تصريحات المبعوث الأميركي بأنه لا وجود للدعم السريع في مستقبل السودان وإن أميركا تدعم خيار السودانيين في ذلك.
مفاوضات جنيف تحت الطاولة
إلى ذلك قال رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني إن هنالك مفاوضات مستمرة رغم عدم الإعلان عن ذلك ولم يعضد عثمان ميرغني حديثه بأي شواهد تدل على ذلك.