أخبار السودانمقالات

زيارة عبد الرحيم دقلو ورئيس الأركان الإثيوبي لجوبا ما الدلالات؟

سودابوست-التدوينة السودانية

سودابوست-التدوينة السودانية-زيارة عبد الرحيم دقلو ورئيس الأركان الإثيوبي لجوبا ما الدلالات؟

بقلم: حمدنا الله عبد الله

حتى الان هناك تحليلان رائجان لخبر زيارة دقلو لجوبا _إن صح الخبر _ التحليل الأول يتحدث عن تجميع لقوات المليشيا في معسكرات في جوبا ضمن صفقة للتفاوض أو غير ذلك ، و التحليل الثاني يتحدث عن مطالبات قوات المليشيا لنصيبها من أموال البترول

 

، و رغما عن كل هذه التحليلات علينا أن نفهم الوضع في الاقليم فجنوب السودان نفسه يعاني من ازمات كبيرة سياسية و عسكرية دفعته إلى عدم إقامة الانتخابات المقررة في ديسمبر هذا العام و تم تمديد الفترة الانتقالية عامين آخرين لأنه لا يمكن التوفيق بين الفرقاء لاقامة بنية ديمقراطية في البلاد بسبب أزمة تعدد الجيوش و تشظي القوى السياسية و الذي يجمد الصراع هو الحظر المفروض على السلاح في الدولة فلا الحكومة قادرة على فرض سيطرتها الكاملة و لا أحد الفرقاء قادر على فرض وضعه في البلاد و جنوب السودان هو المتضرر من تفجير الأوضاع في السودان.

 

 

حيث يمكن لأي دولة ما أن تستغل هذه الاوضاع لايصال اي سلاح لزيادة الغلاغل في الجنوب خاصة بعد توقيع دولة الجنوب على اتفاقية عنتبي لمياه النيل .

 

 

كذلك الاوضاع في إثيوبيا مضطربة غاية الاضطراب لكن الإعلام لا يهتم بها بالشكل المطلوب حيث المعارك مشتعلة بين الجيش الفيدرالي و قوات فانو في اقليم أمهرا مع وجود مهددات يمكن أن تنسف إتفاق بريتوريا الهش مع التقراي و بالتالي إثيوبيا ستعمل على ألا يتطور الصراع في السودان خاصة أنها كانت تتهم السودان بايصال مساعدات عسكرية لقوات تقراي في تمردها السابق و تظن أن السودان هو قاعدة محتملة للعمل العدائي ضدها لذلك تسعى في عدم تفجير الاوضاع .

 

 

من مصلحة إثيوبيا أن يأتي في السودان نظام موالي لها و لمنظومة المصالح الغربية التي تعد اثيوبيا جزءا منها و هي لم تتوانى في دعم المليشيا سياسيا و عسكرية في عملية سريعة تقود إلى استلام الحليف للحكم و البدء في ترتيب الدولة و لكنها لا تدعم تفجير الأوضاع في حدودها الغربية .

التطورات السياسية المتسارعة في كينيا و التي انتهت إلى انهيار حكومة وليم روتو و سعيه لتشكيل حكومة جديدة و اضطراب الاوضاع في الدولة الفقيرة أخرج لاعبا مهما في الاقليم من الروليت الدولي في شرق إفريقيا و لذلك يقع العبء الكبير على عاتق دولتي اثيوبيا و الجنوب المتعثرتين أصلا أضافة الى يوغندا التي يستعد دكتاتورها الاقدم في افريقيا لاقامة انتخابات في دولته .

 

 

كذلك لا تعاني الدول الداعمة للعدوان في السودان من إشكال في إيصال المساعدات للمليشيا الى السودان فالحدود الغربية يمكنهم ايصال الامدادات منها و كذلك حدود الجنوب عبر المزموم و لا يحتاج الموضوع إلى تنسيق رئاسي ، كما هناك ملاحظة تشكك في الخبر من أساسه و هو سرية اللقاء و عدم تصويره في حين ان سلفاكير استقبل يوسف عزت مستشار الدعم السريع المرفود و كذلك استقبل قائد المليشيا علنا و أمام الكاميرات فلماذا يستقبل عبدالرحيم و هو متلفح بغطاء للوجه.

 

هذا الحديث لا يعني أن هذه الزيارة هي زيارة سلام و محبة للسودان و لكن نعلم تماما أن قادة هذه الدول لو كانت تعي مصلحتها القريبة و البعيدة لما فعلت الكثير مما فعلته تجاه السودان .

 

في السودان نعاني من مشكلة كبيرة في صناعة و توجيه الرأي العام و من التغبيش المستمر و المقصود و الموجه و الذي هو جزء من ادوات و أسلحة الحرب.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button