سودابوست- التدوينة السودانية-صينية الجرتق ..من معتقداتنا و عاداتنا السودانية الشعبية
د.سلوى عبد المجيد احمد المشلي
صينية طقس جرتق قبيلة الفتيحاب
سنتطرق لمحتوى صينية الجرتق لبعض القبائل التي قدم ابنائها معلومات عنها او التي كتب عنها بعض الباحثين الآخرين أو ما جمعته ميدانيا في فترة البحث، لذلك بعتذر للقبائل التي لم يتسنى لي معرفة طقسها و مستلزماته حتى لا اظلم و اوصف بالتحيز، و من هنا أأكد حرصي على جمع تراث اهلي في كل بقاع السودان.
لكل قبيلة صينية لطقس جرتق تختلف محتوياتها عن الأخرى كما تختلف طريقة سير الطقس و من يقوم به؟ و المفردات المستخدمة.
صينية الجرتق زواج قبيلة الفتيحاب:
هي فرع من قبيلة الجموعيةو هي قبيلة جعليةانفصلت منذ قرون من المجموعة الاصلية ، وتمتد اوطانهم من خانق السبلوقة إلى نحو أربعين كيلو متر ا جنوب ام درمان الى حدود الكواهلة والكثرة العظمى علي الضفة الغربية للنيل.
يبدأ الطقس بما يسمى:
– طقس( البوسيب) :
طقس يقام في قيدومة العريس، والبوسيب وجبة من الذرة مع اللبن.
في هذا اليوم يجلس العريس على الأرض ليدلكنه بعجين الدلكة بنات خاله او عمه،.
بعدها يقف النساء و الرجال في صفين متقابلين وتغني النساء ويصدر الرجال صوت من حناجرهم يسمى ب(الحُمبي) يشبه صوت كرير الآبالة في البوادي عند قيامهم برقصاتهم الشعبية، و تخرج بعض النساء من صفهن و يدخلن في الساحة لتعطي الشبال لكل الرجال الواقفين الذين يغنون اغاني خاصة بهم لهذه المناسبة، و ترقص النساء ويوزع البوسيب على الحضور.
– بعد عقد الزواج تطبخ (المطالة) و هو طحين الذرة المخلوط بالماء الذي يوضع على قدر فخاري كبير يسمى (كنتوش)
و يوضع تحته حطب كثير ليسرع بنجاضه، بعد نضجه يدخل العريس و هو ممتطيا حصانا ويكسر الكنتوش، فإذا نضج العجين كان الإبن الأكبر ذكرا و إذا لم ينضج كانت أنثى.
وكعادة كل القبائل يتمنى ان يكون المولود الأول ذكرا.
– صينية الجرتق :
في اليوم الثاني للعقد يجرتق العريس و توضع في صينية الجرتق مع بقية المواد :
تماثيل ابو مرخة:
هي تماثيل تصنع من خلط عجين المطالة مع حبوب المحلب المطحون و القرنفل و الصندل مع بعض العطور السائلة، وتشكل في شكل دمي او تماثيل صغيرة عددها سبعة و آخر كبير و تسمى هذه تماثيل ب(أبو مرخة).
تجرتق التماثيل قبل العريس و كما يجرتق ، يرمز التمثال الكبير للعريس والسبعة الصغار لاولاده الذكور المستقبليين كفأل خير بالذرية الذكور.
بالبحث عن أصل إسم أبو مرخة كتب نعوم شقير في كتابه:” جغرافية و تاريخ السودان”، أن :” عرب الجموعية و السروراب و الجميعاب و الجعليين والميرفاب و الرباطاب و الشايقية أن جدهم واحد و هو أبو مرخة.” ، و في ذلك خرافة قالوا:” حضر أبو مرخه وعمه إلى السودان في زمن مهاجرة العباسيين إليها، وكان أبو مرخة وحيدا لأبيه ولعمه سبعة بنات و كان أهل السودان في ذلك الوقت من البجا والنوبة ، فتزوجهن الواحدة بعد الأخرى وولد من كل ننهن ولدا أصبح جدا لكل من القبائل المذكورة”.
وتمسك الفتيحاب بإرث جدهم بولادة السبعة ذكور فصنعوا تماثيل ترمز للجد ابو مرخة واولاده الذكور السبعة.
و الا وقتنا الحالي بفضل الرجال ولادة الذكور بوصفهم السند
و الوارثين لما يتركون و هذا فهم قبلي رعوي رغم تصاهرهم مع النوبيين في شمال السودان و قد كانوا مجتمع (امومي) فقد كان الملك يورث ملكة لابن الاخت و هذا نجده في طقس الجرتق المسماة (نزيل المطرق) عند قبيلة البادراب و (مد السوط) عند قبيلة المناصير .
