عرس البني عامر ..من عاداتنا وتقاليدنا الشعبية السودانية
د. سلوى عبد المجيد احمد المشلي
تتنوع المعتقدات والعادات الشعبية بتنوع القبيلة التي تعتنقها، فقبائل البجا من القبائل الآبالة التي تحكمها الأعراف و المعتقدات و العادات والتقاليد الشعبية التي تؤثر فيها بيئتها الرعوية .
البجة أو البجاة أو البجة قبيلة كبيرة تتكون من مجموعة من القبائل منها الهدندوة والبنى عامر و الأمرار و غيرها.
تسكن في شمال شرق السودان و جنوب شرق مصر على البحر الأحمر.
تسكن هذه القبيلة حاليا في بورتسودان، كسلا
و القضارف و خشم القربة، و يمكن القول مابين خشم القربة و جنوب كسلا و تمتد حتى حدود النيل الشرقية
و تعيش على الشريط الحدودي بين ارتريا و إثيوبيا. .
ممن يتزوج البني عامراوي:
لا يتزوج الرجل من القبيلة إلا من بنات عمومتة ومن ثم بنات القبيلة حسب درجة القرابة، يمنع منعا باتا الزواج خارج مجتمع القبيلة لكن حاليا تركوا هذه العادة.
خطبة الفتاة؛
بعد أن تتم موافقة اهل العروس يُقدم للعريس القُصلة (جذع شجرة أخضر) فيربطها على عمامته بعد أن يقول “قبلت قصلتها على سنة الله ورسوله” ثم تقرأ سورة الفاتحة من الحضور ثم يحدد المهر من الإبل، و يقدم العريس ما مقداره أوقتين من الذهب ما يعادل (٦٤) جرام هدية للعروس مع مهرها ، و قد تكون عبارة عن مشغولات ذهبية من التلال وهو حلق يلبس في الأذنين، و سلسلة ذهبية تثبت على الرأس ( شيال) إضافة ( المرواد) الذي يعلق في الجبهة و زمام لأنفها و ربما غيره .
.البقُد:
لتحديد يوم العقد فيما يسمى(البقُد) يذهب اهل العريس الي ربما رجال دين ليحددوا لهم اليوم المناسب، و هذه العادة قديمة حتى عند النوبيين و الهنود و َربما غيرهم. ، وفي يوم الزواج يأتي بعض المهنئين يحملون معهم القود( خروف معه كمية من الدقيق والبن) .
ملابس العريس و العروس في عرس البني عامر:
يشتري وزير العريس الأول أفخر الخامات لملابس العريس
و بقية الوزراء، و ملابس العريس عبارة عن عراقي خارجي (جلابية افرنجي بياقة) و عراقي داخلي و عمة و سربادوب (سروال) وصديري.
كما تنتقي العروس مع صديقاتها المقربات ملابس عرسها من الألوان الصارخة من البرتقالي و الأصفر و غيره.
من عادات العرس في الماضي يستمر مدة ٧ ايام و في يوم العرس:
زينة العريس في عرس البني عامر :
يتزين في راسه لهلال او عدة هلالات مثبته على عمامة حمراء تربط في خلف الراس تنزل على ظهره، كما يلبس سوار فضي على معصمه يسمى ( تُوكوت) و سلسل من( الدُفار) الذي يلبس عوضا عن الفرج الله اب زول و( عقد سوميت)
و سبحة الخِلفة ( سبحة يسر بها متمنين من الفضة، المتمن ملتحم بسلوك مبرومة في شكل ياي تتجمع في متمن آخر أسفل الأول و ينتهي بسلاسل و بروق بيضاوية، وتركب في الاتجاهين من السبحة) .
زينة عروس البني عامر:
بعد أن تلبس فوطة زاهية الألوان بها زيق، تتزين في وسط شعرها بالقريد و العندر، و في أطراف شعرها من الامام بحلية الشيال، و في وسط جبهتها بالمرواد و في يديها بالخواتم و الغوايش، و قديما حجل في اسفل ساقها.
يوم العشل:
عشل العروس :
هو يوم تكحيل العروس سبعة مرات من نساء كبيرات في السن بعد مشاطها و يمشطها صاحباتها.
عشل العريس:
يجلس العريس ملكا وسط اهله و أصدقائه و يتحنن
و يشرب لبن هو و الحضور للمباركة و الفأل، و يتم جلد الشباب بسوط العنج مثل بُطان الجعليين و أهل البطانة.
عرس البني عامر – السيرة لبيت العروس:
وعند الظهيرة يذهب العريس إلى منزل العروس برفقة امه التي تنصب السنكواب في البيت و تدور حوله ٧ مرات او امرأة كبيرة في السن.
و يذهب أصدقائه لأخذ العروس لبيتها العروس و معه القطار ( مجموعة من الجمال التي ترافق هودج العروس)، هذا في الماضي او من يعيشون حتى وقتنا الحاضر حياة بداوة. .
الرفعييت:
يرفض اهل العروس رفع سريرها لبيتها الا بعد دفع حق (الرفعييت) و هو مبلغ يدفعه العريس و أصحابه للنساء الاتي قمن بتجهيز العروس و هو حق كرامة و عزة للعروس و بعدها يحملها النساء في العنقريب و هي مغطية تماما بتوبها
و يضعن فوقها قطعة قماش بيضاء الي ان يصلن بيتها لتدخل بالجانب اليمين منه و يحتدم الجدال ما بين اهل العروس
و العريس فيمن سيدخل اولا و في الاخر تدخل العروس اولا ، و تبخ في وجها طفلة بعض اللبن.
يتم إتمام مراسم الزواج من خلال ذبح شاة أمام بيتها المبنى من البروش البيضاء وهو في شكل جمالون و بداخله يتزين بزينة معلقة على السقف مختلفة الأشكال و الالون من الخامات.
و في مدخل البيت يعلق حرز السنكواب او السنكاب ( يستخدم كزينة وحرز و هذا السبب الاهم، يشبة مكنسة السعف والتي تسمى في عاميتنا السودانية (المُقشَاشة أو المكنسة) والتي تستخدم في نظافة الأرض(كنس أو قش الارض)،
يتكون الحرز من سعف شجر الدوم يغطى بعض أجزائة بقطعة قماش حمراء لون الحياة و يزين بسبعة ودعات و سكسك، و معلق عليها كمية من بعر الإبل و لنقل سبعة بعرات منظومة في خيط أبيض للفأل بالكثرة فالأبل مصدر عزهم وفخرهم وغناهم، ويعلق ايضاً صندل طفل صغير للفأل بالمولود الذكر و رسن (مقود) جمل”.
المندِك:
هو ان يذبح العريس خروف لأهل العروس و يتركه لهم،
و تيبارى او يتنافس صديقات العروس وأصدقاء العريس في اخذ (قلب الذبيحة) و من ياخذه يفرض غرامة اي يطلب طلبا من الطرف الآخر و يتوجب عليه تنفيذه.
بعد انتهاء المراسم تمكث العروس في خيمتها لمدة (7) أيام، ولا تغادر العروس الخيمة بينما يغادرها العريس صباحًا ويعود إليها في المساء، وبعد ذلك تذهب برفقة زوجها إلى منزل أهله.
