أخبار السودان

ويسألونك عن جنيف ..

ويسألونك عن جنيف

سألني كثير من الأصدقاء والمعارف والأهل الذين يتابعون اللقاءات عبر الفضائيات التي تجمعني بمن يسمون أنفسهم (بمستشاري) المليشيا المتمردة وكيف لي أن (أتحمّل) كمية الكذب والإفك والافتراء ثم (الوضاعة) والندالة التي يتمتع بها هؤلاء الحثالة.

 

 

 

. قلت لهم إن شعوركم الذي تحسّونه هو ذاته الذي (أعانيه) وأنا أرد عليهم وسبق وأن قلت لأحد منسقي هذه اللقاءات (معتذراً) أنه لو لم يكن لكم خيار خلاف (المدعو عمران) هذا فلن أكون في اللقاء..

 

 

هذا بالطبع غير الكذب والتدليس (والبجاحة) ولوي عنق الحقيقة بل (وذبحها) على رؤوس الأشهاد ثم عدم (الحياء) وهم يتصدون للدفاع عن مليشيا (خائنة) وقضية (خاسرة) ويسوقون بضاعة كاسدة وقيادات فاسدة ويجملّون قبحاً لا تجدي معه كل مساحيق الدنيا فتيلاً..

 

 

ثم إن القاسم المشترك المتفقون عليه وكأنهم يقرأون من ذات الأوراق (الصفراء) إصفرار (حجبات) عناصرهم التي لا تمنع عنهم القتل نسبة هذا الجيش الباسل للحركة الإسلامية وما يدعونه (الفلول) ووضع كل مواقفه ومواقف قيادته وكأنها مواقفها بما في ذلك الموقف من منبر جنيف الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية

 

 

منبر جنيف هذا باختصار سادتي محاولة أمريكية من إدارة بايدن (العجوز) التي تترنح سياسياً وتوشك أن تفقد الانتخابات لصالح الجمهوريين التمسك (بقشة) ولو كانت هذه القشة هي حرب السودان.. ولقد كان السودان أحد أجندات الانتخابات الأمريكية يوم أن كان بوش الابن يبحث عن ولاية ثانية بعد أن ثبت أن حرب العراق كانت (أكذوبة) كبيرة (وسواقة بالخلا) والدقداق..

 

 

جاء كولن بأول الخرطوم وكنت (شاهداً على العصر) في 29 يونيو 2004م أي قبل الانتخابات الأمريكية ببضعة شهور (رامياً) بثقل الولايات المتحدة في (ضرورة) تحقيق السلام بأي شكلٍ من الأشكال.. وكانت نتاج الضغط الأمريكي (وعوداً ووعيداً) ما تم التوصل إليه من اتفاق السلام الشامل المعروف باتفاق نيفاشا الذي كان انجازاً أقنع الناخب الأمريكي بالتمديد للرئيس بوش الابن بعد أن سوّق له الإعلام الأمريكي أيما تسويق.

 

. ذات الأمر تكرر في ولاية الرئيس أوباما الذي اعتبر نفسه (عرّاب) إكمال استقلال الدولة الجديدة وضمان (إيفاء) السودان بالتزاماته في تنظيم الاستفتاء والصرف عليه والقبول بنتائجه (وعدم التنصّل) من ذلك ورعت الإدارة الأمريكية الدولة الوليدة فكان هذا ضمن إنجازات إدارة الرئيس أوباما التي منحته ولاية ثانية..

 

 

المتمعّن في فكرة المنبر والطريقة التي تمت بها الدعوة وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ومبعوثه الخاص للسودان يدرك ذلك تماماً.. وقد جاء الوفد الأمريكي إلى جدة (للإملاءات والضغوط) وليس التشاور راجياً إكمال (القبول بالإملاءات) والسفر لجنيف وانعقاد التفاوض والتوصل لمخرجات كيفما اتفق على طريقة (نيفاشا).. لا ضمانات ولا التزامات عليها بل وإصرار غريب مريب في ذات الوقت على وجود المراقبين مشعلي الحرب وداعميها (ونافخي) كيرها..

 

 

هكذا وبطريقة (حلة العزّابة) الشهيرة المعروفة (بالقطر قام) ولا عزاء للسودانيين في المنافي والملاجئ وخيام النزوح المهترئة التي ما حجبت مطراً ولا شمساً..

 

لا يهم كثيراً رأي أولياء دماء الذين قتلوا ولا يهم رأي من سلب ماله وانتهك عرضه واستوطنت المليشيا في دياره عنوة..
لا يهم عدم قبول السودانيين الذي دفعوا الثمن الباهظ في هذه الحرب بأي مخرجات على الطريقة الأمريكية ولا يهم رأي قيادة الدولة والقوات المسلحة التي تستلهم من رأيهم الجمعي تجاه هذه المليشيا المجرمة مواقفها

 

أما عناصر المليشيا المتمردة ومرتزقتها ومستشاروها وجناحها السياسي في (تقزّم) الذين لا يزالون يحلمون بالعودة للحكم والذين يرددون ذات (الترهات) في سيطرة الحركة الإسلامية على رأي الاستمرار في الحرب حتى النهاية.. أقول لهم إنّ هذا رأي كل سوداني وطني غيور رأي بأم عينيه جرائم المليشيا المتمردة وانتهاكاتها وما استمع لها قصصاً تحكى ولا حكايات تقص..

 

هذا رأي كل أفراد القوات المسلحة (الغبش) الذين غدر بهم وقتلوا بدم بارد لأجل السلطة وقد كانوا يتقاسمون الزاد والمسؤولية الأمنية مع عناصر هذه العصابة..

 

هذا رأي الذين كانوا محاصرين في أم درمان وقد أكلو كل شيء لسد الرمق بما في ذلك (القطط) وقد كانت (بليلة العدسي) هي قمة الرفاهية والعدس هو المن والسلوى ..

 

هذا رأي المحاصرين في المدرعات الواقفين على أسوارها المنافحين المدافعين ضد موجات الهجوم موجة إثر موجة ويقصفون في اليوم الواحد بستمائة دانة..

 

 

لن يقبل ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة أن يصطف بجانبهم مرتزقة مليشيا الدعم الصريع مرة أخرى ويستأمنوا على أمن البلاد وقد خانوا الأمانة فهو طبع فيهم ولو قاتلوا عشرة أعوم أخرى

 

 

ستمضي هذه الحرب لنهاياتها ولكنها نهايات تحفظ كرامة وحقوق السودانيين وتلبي طموحاتهم وليست نهايات كما يتمناها دعاة المنابر والمبادرات (المشبوهة)..

 

ستقاتل هذه القوات المسلحة الباسلة معركتها حتى النهاية وحتى الرمق الأخير وخلفها جموع السودانيين حتى آخر جنجويدي عميل ومرتزق ولن تقول وهي تحتفل بعيدها السنوي (عيد بأية حالٍ عدت يا عيد).. لكنها عوضاً عن ذلك تقول وبشموخ (يوم الملاحم لينا عيد).

اللواء الركن (م)
أسامة محمد أحمد عبد السلام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى